في حوار خاص وحصري تبثه "العربية" من داخل سجن أمريكي
كشف السجين السعودي حميدان التركي أن عملاء سلطات "اف بي آي" والهجرة في الولايات المتحدة عرضوا عليه أن يتعاون معهم مقابل انهاء قضيته، لكنه رفض أن يكون عميلا أو خائنا.
وقال في حوار حصري تنفرد ببثه قناة "العربية" قريبا في برنامج "العين الثالثة" إنه كان ضمن ثلاثة أو أربعة آلاف شخص اهتمت واشنطن بالحديث معهم بعد أحداث سبتمبر/ أيلول، وأن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي كان يلاحقه منذ التسعينات، وتلقى تهديدات بالاعتقال إذا لم يرحل، مشيرا إلى أنهم كانوا يراقبونه.
وقد أدين الحميدان بتهمة التحرش الجنسي بخادمته الاندونيسية وسرقة أموالها، وحكم عليه بالسجن 28 عاما، يقضيها حاليا في سجن "لايمن" بولاية كولاردو الأمريكية، وحظيت قضيته باهتمام رسمي وشعبي واسع في السعودية.
ويعرض برنامج "العين الثالثة" على جزئين تفاصيل مثيرة عن القضية وملابساتها وارهاصاتها وما ترتب عليها وارتباطها بمعاملة السعوديين في أمريكا بعد 11 سبتمبر، بالاضافة إلى الحوار الذي أجراه مقدم البرنامج الصحافي أحمد عبدالله مع التركي في سجنه بولاية كلورادو الأمريكية في شهر ابريل الماضي.
ويتضمن البرنامج لقاءات مع أفراد عائلته، ومع بعض المسؤولين والجهات الحقوقية والإنسانية في السعودية والولايات المتحدة.
حوار بلا سقف
ويقول أحمد عبدالله لـ"العربية.نت" إنه أجرى اتصالات مكثفة مع إدارة سجن "لايمن" في ولاية كولاردو، تكللت بموافقتها على إجراء هذا اللقاء، ولم تضع شروطا على الأسئلة التي وجهتها له، لكنها رفضت تصوير السجن من الداخل أو الخارج لأسباب أمنية.
وأضاف أنه سبق ذلك موافقة كل من المدعي العام عن ولاية كولاردو، ورئيسة هيئة الإدعاء عن القضية في محكمة الولاية، على أن نجري لقاء تليفزيونيا معهما، وإعطائنا الفرصة كاملة لطرح ما نريده من أسئلة عليهما لمعرفة أسباب اعتقال وسجن حميدان، وما تقوله أسرته وأقاربه ومناصروه والرأي العام السعودي عن حدوث ملاحقات أمنية له منذ التسعينيات، وحتى تلقيه تهديدات بالترحيل أو الاعتقال.
ويقول السعوديون إن التهم ملفقة، وإنهم أرادوا أن ينالوا منه لأنه سعودي ومسلم خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، وبسبب نشاطه الكبير في مجال الدعوة الاسلامية، حيث كان يمتلك دورا للنشر خاصة للكتب الاسلامية، بالإضافة الى دوره البارز وسط الجالية العربية والمسلمة.
يتابع عبدالله: لاحظنا أثناء زيارتنا لمدينة "دينفر" وضواحيها وجامعة "كولاردو" في بولدر التي كان يدرس فيها درجة "الدكتوراة" وحيث كان يترأس المركز الاسلامي، أن معظم من التقيناهم يعرفون حميدان، والملفت للنظر أن أكثر من تحدثوا معنا مسلمون من أصل غير عربي، بينما رفض البعض الحديث، وتردد آخرون وسط مشاعر خوف وقلق، وترددت كلمة "اف بي آي" كثيرا من قبل الكثيرين منهم.
أجواء أحاطت بالحوار
وحول ظروف اللقاء مع حميدان التركي يقول الصحافي أحمد عبدالله: عندما التقيته في السجن كانت في ذهني أسئلة كثيرة جدا جدا، وكان أول ما لاحظته هو أن على ذراعه الأيمن (جبيرة).. وعندما سألته أخبرني أنها من آثار العمل الشاق الذي يقوم به، وكانت هذه احدى النقاط الذي تحدث عنها في بداية اللقاء وبالتحديد عن معاملته السيئة داخل السجن.
وأضاف: بادرته بالسؤال عن المعاملة داخل السجون العربية بشكل عام وأنها أكثر سوءا كما تؤكد منظمات حقوق الانسان وبعض الجمعيات الأهلية والمتابعون لمثل هذه الملفات، فأجاب بأنه لا يتوقع هذا من بلد يدعي احترام وحقوق الانسان – قاصدا الولايات المتحدة -.
أما بخصوص الاتهامات بالتحرش الجنسي بالخادمة الاندونيسية وسرقة أموالها التي أدت الى الحكم بسجنه 28 عاما، فقد نفى هذا نفيا قاطعا وقال إن مكتب التحقيقات الفيدرالي (افي بي آي) كان يلاحقه منذ التسعينيات وأنه مراقب ومتابع بشكل جيد، بل أنه استوقف في المطار عام 2002 دون سبب بالاضافة الى تهديده بأنه إن لم يرحل فسيعتقل إن آجلا أو عاجلا، حيث قالوا له إن لم نستطع فسنفعل ذلك من خلال الهجرة أو من خلال الضرائب أو الخادمة.
ويؤكد حميدان إن الخادمة الاندويسية تعرضت لضغوط من قبل المباحث الفيدرالية بعدما ُاخذت من المنزل، وأنها كانت تعامل معاملة كريمة وكانت جزءا من الأسرة بعكس ما قيل.
صفقة لتجنيده عميلا
ويواصل أحمد عبدالله: الشيء الأكثر غرابة و إثارة للاهتمام في لقائه، هو حديثه عن محاولة عقد صفقة بينه وبين بعض عملاء "اف بي آي والهجرة" في وجود الادعاء (المحكمة الفيدرالية) مفادها أن يتعاون معهم في مقابل أن تسوى الأمور، لكنه رفض رفضا قاطعا مفضلا ما قد يحدث له عن أن يكون عميلا أو خائنا كما يقول.
كما ذكر حميدان أنه كان من ضمن ثلاثة أو أربعة آلاف شخص اهتمت واشنطن بالحديث معهم بعد أحداث سبتمبر. وأكد أن المعاملة التي تعرض لها هو وأسرته خاصة زوجته معاملة سيئة جدا خاصة أثناء الاعتقال والمحاكمة.
ويستطرد عبدالله: كانت نظرات الحزن والدموع تكاد تنهمر من عينيه وهو يروي قصة اجبار زوجته على الدخول الى قاعة المحكمة دون حجاب،. مؤكدا أن ما حدث في المحاكمة كانت مهزلة، وأن المحاكمة كانت للاسلام والمسلمين، ولم تكن محاكمة لتهمة تحرش جنسي وأن كل ما يريده هو محاكمة عادلة فقط.
من جهته أكد كل من المدعي العام عن ولاية كولاردو ورئيسة هيئة الادعاء أن التهم غير ملفقة وأن شهادة الخادمة تكفي لادانة شخص وأن الفروق الثقافية بين البلدين كبيرة كما الفروق القضائية، والأهم من ذلك هو أن المحاكمة لم تكن محاكمة للاسلام والمسلمين كما يقول السعوديون
وقال في حوار حصري تنفرد ببثه قناة "العربية" قريبا في برنامج "العين الثالثة" إنه كان ضمن ثلاثة أو أربعة آلاف شخص اهتمت واشنطن بالحديث معهم بعد أحداث سبتمبر/ أيلول، وأن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي كان يلاحقه منذ التسعينات، وتلقى تهديدات بالاعتقال إذا لم يرحل، مشيرا إلى أنهم كانوا يراقبونه.
وقد أدين الحميدان بتهمة التحرش الجنسي بخادمته الاندونيسية وسرقة أموالها، وحكم عليه بالسجن 28 عاما، يقضيها حاليا في سجن "لايمن" بولاية كولاردو الأمريكية، وحظيت قضيته باهتمام رسمي وشعبي واسع في السعودية.
ويعرض برنامج "العين الثالثة" على جزئين تفاصيل مثيرة عن القضية وملابساتها وارهاصاتها وما ترتب عليها وارتباطها بمعاملة السعوديين في أمريكا بعد 11 سبتمبر، بالاضافة إلى الحوار الذي أجراه مقدم البرنامج الصحافي أحمد عبدالله مع التركي في سجنه بولاية كلورادو الأمريكية في شهر ابريل الماضي.
ويتضمن البرنامج لقاءات مع أفراد عائلته، ومع بعض المسؤولين والجهات الحقوقية والإنسانية في السعودية والولايات المتحدة.
حوار بلا سقف
ويقول أحمد عبدالله لـ"العربية.نت" إنه أجرى اتصالات مكثفة مع إدارة سجن "لايمن" في ولاية كولاردو، تكللت بموافقتها على إجراء هذا اللقاء، ولم تضع شروطا على الأسئلة التي وجهتها له، لكنها رفضت تصوير السجن من الداخل أو الخارج لأسباب أمنية.
وأضاف أنه سبق ذلك موافقة كل من المدعي العام عن ولاية كولاردو، ورئيسة هيئة الإدعاء عن القضية في محكمة الولاية، على أن نجري لقاء تليفزيونيا معهما، وإعطائنا الفرصة كاملة لطرح ما نريده من أسئلة عليهما لمعرفة أسباب اعتقال وسجن حميدان، وما تقوله أسرته وأقاربه ومناصروه والرأي العام السعودي عن حدوث ملاحقات أمنية له منذ التسعينيات، وحتى تلقيه تهديدات بالترحيل أو الاعتقال.
ويقول السعوديون إن التهم ملفقة، وإنهم أرادوا أن ينالوا منه لأنه سعودي ومسلم خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، وبسبب نشاطه الكبير في مجال الدعوة الاسلامية، حيث كان يمتلك دورا للنشر خاصة للكتب الاسلامية، بالإضافة الى دوره البارز وسط الجالية العربية والمسلمة.
يتابع عبدالله: لاحظنا أثناء زيارتنا لمدينة "دينفر" وضواحيها وجامعة "كولاردو" في بولدر التي كان يدرس فيها درجة "الدكتوراة" وحيث كان يترأس المركز الاسلامي، أن معظم من التقيناهم يعرفون حميدان، والملفت للنظر أن أكثر من تحدثوا معنا مسلمون من أصل غير عربي، بينما رفض البعض الحديث، وتردد آخرون وسط مشاعر خوف وقلق، وترددت كلمة "اف بي آي" كثيرا من قبل الكثيرين منهم.
أجواء أحاطت بالحوار
وحول ظروف اللقاء مع حميدان التركي يقول الصحافي أحمد عبدالله: عندما التقيته في السجن كانت في ذهني أسئلة كثيرة جدا جدا، وكان أول ما لاحظته هو أن على ذراعه الأيمن (جبيرة).. وعندما سألته أخبرني أنها من آثار العمل الشاق الذي يقوم به، وكانت هذه احدى النقاط الذي تحدث عنها في بداية اللقاء وبالتحديد عن معاملته السيئة داخل السجن.
وأضاف: بادرته بالسؤال عن المعاملة داخل السجون العربية بشكل عام وأنها أكثر سوءا كما تؤكد منظمات حقوق الانسان وبعض الجمعيات الأهلية والمتابعون لمثل هذه الملفات، فأجاب بأنه لا يتوقع هذا من بلد يدعي احترام وحقوق الانسان – قاصدا الولايات المتحدة -.
أما بخصوص الاتهامات بالتحرش الجنسي بالخادمة الاندونيسية وسرقة أموالها التي أدت الى الحكم بسجنه 28 عاما، فقد نفى هذا نفيا قاطعا وقال إن مكتب التحقيقات الفيدرالي (افي بي آي) كان يلاحقه منذ التسعينيات وأنه مراقب ومتابع بشكل جيد، بل أنه استوقف في المطار عام 2002 دون سبب بالاضافة الى تهديده بأنه إن لم يرحل فسيعتقل إن آجلا أو عاجلا، حيث قالوا له إن لم نستطع فسنفعل ذلك من خلال الهجرة أو من خلال الضرائب أو الخادمة.
ويؤكد حميدان إن الخادمة الاندويسية تعرضت لضغوط من قبل المباحث الفيدرالية بعدما ُاخذت من المنزل، وأنها كانت تعامل معاملة كريمة وكانت جزءا من الأسرة بعكس ما قيل.
صفقة لتجنيده عميلا
ويواصل أحمد عبدالله: الشيء الأكثر غرابة و إثارة للاهتمام في لقائه، هو حديثه عن محاولة عقد صفقة بينه وبين بعض عملاء "اف بي آي والهجرة" في وجود الادعاء (المحكمة الفيدرالية) مفادها أن يتعاون معهم في مقابل أن تسوى الأمور، لكنه رفض رفضا قاطعا مفضلا ما قد يحدث له عن أن يكون عميلا أو خائنا كما يقول.
كما ذكر حميدان أنه كان من ضمن ثلاثة أو أربعة آلاف شخص اهتمت واشنطن بالحديث معهم بعد أحداث سبتمبر. وأكد أن المعاملة التي تعرض لها هو وأسرته خاصة زوجته معاملة سيئة جدا خاصة أثناء الاعتقال والمحاكمة.
ويستطرد عبدالله: كانت نظرات الحزن والدموع تكاد تنهمر من عينيه وهو يروي قصة اجبار زوجته على الدخول الى قاعة المحكمة دون حجاب،. مؤكدا أن ما حدث في المحاكمة كانت مهزلة، وأن المحاكمة كانت للاسلام والمسلمين، ولم تكن محاكمة لتهمة تحرش جنسي وأن كل ما يريده هو محاكمة عادلة فقط.
من جهته أكد كل من المدعي العام عن ولاية كولاردو ورئيسة هيئة الادعاء أن التهم غير ملفقة وأن شهادة الخادمة تكفي لادانة شخص وأن الفروق الثقافية بين البلدين كبيرة كما الفروق القضائية، والأهم من ذلك هو أن المحاكمة لم تكن محاكمة للاسلام والمسلمين كما يقول السعوديون