بارك الله فيكم وبارك لكم
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تَعَالَى : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }سورة الاحزاب
هنا شرح مبسط لمن اراد ان يتوسع :
معنى الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وبيان كيفيتها
صلاة الله على نبيه -صلى الله عليه وسلم- فسرت بثنائه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة عليه فسرت
بدعائهم له فسرها بذلك أبو العالية كما ذكره عنه البخاري في صحيحه في مطلع باب
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيم﴾
وقال البخاري في تفسير صلاة الملائكة عليه بعد ذكر تفسير أبي العالية قال ابن عباس:
يصلون يُبَرِّكُون. أي يدعون له بالبركة.
وفسرت صلاة الله عليه بالمغفرة وبالرحمة كما نقله الحافظ ابن حجر في الفتح عن جماعة
وتعقب تفسيرها بذلك ثم قال :
وأولى الأقوال ما تقدم عن أبي العالية أنَّ معنى صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه وصلاة الملائكة
وغيرهم عليه طلب ذلك له من الله تعالى والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة وقال الحافظ:
«وقال الحليمي في الشعب: معنى الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- تعظيمه فمعنى قولنا:
اللهم صلى على محمد عظم محمداً المراد تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دينه وإبقاء شريعته،
وفي الآخرة بإجزال مثوبته وتشفيعه في أمته، وإبداء فضيلته بالمقام المحمود، وعلى هذا
فالمراد بقوله تعالى: ﴿صَلُّوا عَلَيْهِ﴾ ادعوا ربكم بالصلاة عليه».انتهى.
وقال العلامة ابن القيم:
في كتابه جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام في معرض الكلام
على صلاة الله وملائكته على رسوله صلى الله عليه وسلم:
وأمر عباده المؤمنين بأن يصلوا عليه بعد أن رد أن يكون المعنى الرحمة والاستغفار قال:
بل الصلاة المأمور بها فيها -يعني: آية الأحزاب-
هي الطلب من الله ما أخبر به عن صلاته وصلاة ملائكته وهي ثناء عليه وإظهار لفضله وشرفه وإرادة
تكريمه وتقريبه فهي تتضمن الخبر والطلب وسمى هذا السؤال والدعاء منا نحن صلاةً عليه لوجهين أحدهما
أنه يتضمن ثناء المصلى عليه والإشادة بذكر شرفه وفضله والإرادة والمحبة
لذلك من الله فقد تضمنت الخبر والطلب والوجه الثاني أنَّ ذلك سمى صلاة منا لسؤالنا
من الله أن يصلي عليه فصلاة الله ثناؤه لرفع ذكره وتقريبه وصلاتنا نحن عليه
سؤالنا الله تعالى أن يفعل ذلك به انتهى.
معنى التسليم :
وأمَّا معنى التسليم على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد قال فيه المجد الفيروزآبادي في كتابه
"الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر" ومعناه:
السلام الذي هو اسم من أسماء الله تعالى عليك، وتأويله:
لا خلوت من الخيرات والبركات، وسَلمت من المكاره والآفات،
إذ كان اسم الله تعالى إنما يذكر على الأمور توقعا لاجتماع معاني الخير والبركة فيها،
وانتفاء عوارض الخلل والفساد عنها، ويحتمل أن يكون السلام بمعنى السلامة أي:
ليكن قضاء الله تعالى عليك السلامة، أي:
سلمت من الملام والنقائص فإذا قلت اللهم سلم على محمد فإنما تريد منه
اللهم اكتب لمحمد في دعوته وأمته وذكره السلامة من كل نقص
فتزداد دعوته على ممر الأيام علواً وأمته تكثراً وذكره ارتفاعاً.
كيفية الصلاة :
أمَّا كيفية الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-
فقد بينها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه حين سألوه عن ذلك,
وقد وردت هذه الكيفية من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم,
أذكر منها هنا ما كان في الصحيحين أو في أحدهما،
روى البخاري في كتاب الأنبياء من صحيحه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
لقيني كعب بن عجرة فقال: ( ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت بلى فأهدها إلي فقال:
سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت:
يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإنَّ الله علمنا كيف نسلم قال قولوا:
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد
كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد).
وأخرج أيضا حديث كعب بن عجرة في كتاب التفسير من صحيحه في تفسير سورة الأحزاب ولفظه:
إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد) .
وأخرجه أيضا في كتاب الدعوات من صحيحه وقد أخرج هذا الحديث مسلم عن كعب بن عجرة -رضي الله عنه-
من طرق متعددة عنه.
وأخرج البخاري في كتاب الدعوات من صحيحه عن أبي سعيد الخدري
قال: قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك فكيف نصلي قال:
قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك
على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم) وأخرجه عنه أيضا في تفسير سورة الأحزاب.
كيفية تكرارها بصيغتين :
وقد درج السلف الصالح ومنهم المحدثون بذكر الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم
عند ذكره بصيغتين مختصرتين
إحداهما:
(صلى الله عليه وسلم)
والثانية:
(عليه الصلاة والسلام)
وهاتان الصيغتان قد امتلأت بهما ولله الحمد كتب الحديث بل إنهم يدونون في مؤلفاتهم الوصايا
بالمحافظة على ذلك على الوجه الأكمل من الجمع بين الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم.
تنبيه :
وقال النووي في كتاب الأذكار:
«إذا صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- فليجمع بين الصلاة والتسليم
ولا يقتصر على أحدهما فلا يقل: (صلى الله عليه) فقط ولا (عليه السلام) فقط» انتهى.
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
وقد ورد في التصريح بفضلها أحاديث قوية لم يخرج البخاري منها شيئا.
منها ما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رفعه: (من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر)
وله شاهد عن أنس عند أحمد والنسائي وصححه ابن حبان وعن أبي بردة بن نيار وأبي طلحة
كلاهما عند النسائي ورواتهما ثقات ولفظ أبي بردة:
(من صلى علي من أمتي صلاة مخلصا من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات
ورفعه بها عشر درجات وكتب له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات)
ولفظ أبي طلحة عنده نحوه وصححه ابن حبان. ومنها حديث ابن مسعود رفعه:
(إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة). وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان وله
شاهد عند البيهقي عن أبي أمامة بلفظ:
"صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة"
ولا بأس بسنده، وورد الأمر بإكثار الصلاة عليه يوم الجمعة من حديث أوس بن أوس وهو عند أحمد وأبي داود وصححه ابن حبان والحاكم.
ومنها حديث (البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي)
أخرجه الترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وإسماعيل القاضي
وأطنب في تخريج طرقه وبيان الاختلاف فيه من حديث علي ومن حديث ابنه الحسين
ولا يقصر عن درجة الحسن.
ومنها (من نسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة) أخرجه ابن ماجه عن ابن عباس والبيهقي في الشعب من حديث أبي هريرة
وابن أبي حاتم من حديث جابر والطبراني من حديث حسين بن علي وهذه الطرق يشد بعضها بعضا.
وهناك الكثير من الفضللك الاختيار هنا في هذا المتصفح :
بالصيغتين التي ذكرت سابقا الا وهي :
إحداهما: (صلى الله عليه وسلم)
الثانية : (عليه الصلاة والسلام)او بالصلاة الكامله على الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام
عدل سابقا من قبل في 12/30/2007, 9:04 am عدل 1 مرات